اخواني رحمكم الله : سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال الله تعالى "مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ" وقال تعالى " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)" وقال تعالى " وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا (18) ۞ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)" وقال تعالى " لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)" فالحسنى هي الجنة ، لأنه لا دار أحسن منها ، والزيادة هي النظر إلى وجه الله تعالى ، والآيات في وصف الجنة وأنسها وحبورها كثيرة جدا .
وأما الأحاديث كثيرة بوصف الجنة منها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة في بناؤها ؟ قال : (( لبنة ذهب ولبنة فضة ، وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه )) رواه أحمد والترمذي.
وعن عتبه بن غزوان رضي الله عنه أنه خطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : (( أما بعد : فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يصطبها صاحبها وإنكم متنقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما يحضرنكم ولقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن )) رواه البخاري ، وله عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أهل الجنة يراءون أهل الغرف فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم )) قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال : (( بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ))
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام )) أخرجه الطبراني .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أ، النبي صلى الله عليه وسلم قال L( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل ، لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبصقون ، أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك وأخلاقهم على خلق رجل واحد ، على طول أبيهم آدم ستون ذراعا )) ، وفي رواية (( لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب واحج ، يسبحون الله بكرة وعشيا )) وفي رواية : (( وأزواجهم الحور العين )).
هذا مختصر لوصف الجنة من كلام الله سبحانه وتعالى ومنن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم